أهالي القامشلي يحتفلون بعيد الصليب.. "عندما يصلب الوطن"

عنكاوا كوم- القامشلي- خاص

احتفل أهالي القامشلي، كبرى مدن محافظة الحسكة السورية، مساء اليوم الجمعة، بعيد الصليب بتجمع كبير، الساعة الثامنة مساءً، أمام مدرسة الشهيد عبد المسيح حيداري في حي الوسطى.

وتحت شعار "عندما يصلب الوطن"، نظم الحفل "تجمع شباب سوريا الأم" -الذي نشط مؤخراً ويضم شباباً مستقلين من مسيحيي المحافظة- بحضور المئات من الأهالي وبعض الأحزاب السياسية والفعاليات الاجتماعية والاقتصادية.

وبدأ الحفل بالوقوف دقيقة صمت على أرواح شهداء سوريا.

وألقى المسؤول في التجمع "مالك جبو" كلمة جاء فيها إن "الوطن أيها الإخوة يصلب اليوم، تدق المسامير في أطرافه، يطلب أبنائه ماءً فيذيقونه ناراً، دول تتاجر بشعبه وبتاريخه وبدماء أبنائه وتقامر بمستقبله، أبناؤه متناحرون، منقسمون، وأعداؤه يضحكون ويقهقهون".

وقال "جبو" إن "هذه الفعالية أردناها رسالة إلى كل السوريين، بأن يضعوا سوريا وشعبها أولوية في أي قرار يتخذون، إنها رسالة إلى جميع الدول على المستويين الإقليمي والدولي بأن يرفعوا أيديهم عن سوريا، فالسوريون أولى بأن يقرروا مصير بلادهم، فأصدقاؤنا الحقيقيون هم من يساهموا في تقريب وجهات النظر بين السوريين، وحلفاؤنا الحقيقيون هم من يتخذوننا شركاء لهم وليس خطاً للدفاع عن مصالحهم الإستراتيجية".

وأضاف "إن حرمة دماء أبنائنا وكنائسنا ومساجدنا وأوابدنا التاريخية ليست محلاً للنقاش أو التفاوض، وأن الدعوات للتدخل الخارجي بذرائع مختلفة ليست سبيلاً للحل، أخر هذه الذرائع استخدام السلاح الكيميائي الذي ندين استخدامه أياً كانت الجهة المسؤولة عن هذا الاستخدام".

وأشار "جبو" إلى حادثة خطف المطرانين مار غريغوريوس يوحنا إبراهيم مطران حلب للسريان الأرثوذكس والمطران بولس يازجي مطران حلب والإسكندرون للروم الأرثوذكس، في نيسان الماضي، بالقرب من مدينة حلب مقر مطرانيتيهما، مطالباً بإطلاق سراحهما.

وختم "علينا جميعاً أن نتحمل المسؤولية التاريخية لإدانة مثل هذه الأعمال وبذل الجهود لإيقاف نزيف الدم السوري والخروج من هذه الأزمة التي طال أمدها لنتطلع بعدها إلى بناء مستقبل سوريا الذي نطمح إليه جميعاً".

وقدمت فرقة "رؤية" الموسيقية أغنية "موطني" أداء المغني دلمون لحدو والمغنية ماريا حبصونو، تلا ذلك عرض مسرحي بعنوان "بيكفي.. لازم نطوي هالصفحة"، قدمه شباب من التجمع، عرض وجهة نظرهم حول الصراع في سوريا الذي راح ضحيته آلاف القتلى وشرد ملايين السوريين.

ثم تم عرض مسجل يعبر عن الواقع السوري ومعاناة الأطفال في ظل الأزمة التي تعصف بالبلاد منذ آذار 2011.

وقدم التجمع تمثيلاً حياً لبعض مشاهد اكتشاف الصليب المقدس من قبل القديسة هيلانة والدة الإمبراطور قسطنطين، لتُشعَل بعدها نار الاحتفال.

وخُتِم الحفل بنشيد "تجمع شباب سوريا الأم" باللغة السريانية الغربية، تخلله عرض تقديمي لبعض أعمال "التجمع" الحديث خلال الفترة الماضية.