المدى برس/ بغداد
اتهم النائب عن كتلة الرافدين الوطنية عماد يوخنا، اليوم الخميس، السفارة الاميركية في العراق بالعمل على "إفراغ العراق من المسيحيين" من خلال الإغراءات وتسهيلات تأشيرات السفر إلى الولايات المتحدة الاميركية بـ"ذرائع عدة"، وفي حين دعا سفارة واشنطن الى "الكف" عن منح تأشيرات السفر، طالب الحكومة العراقية بـ"مراجعة" أوضاع الاسر المسيحية.
وقال عماد يوخنا في بيان تلقت، (المدى برس)، نسخة منه، إن "السفارة الاميركية في بغداد واربيل تعمل على إفراغ العراق من المسيحيين من خلال الإغراءات وتسهيلات تأشيرات السفر إلى أمريكا تحت أنواع الذرائع"، مؤكدا أن "استمرار سفر العوائل المسيحية بهذه الطريقة ينذر بخطر كبير إلا وهو إفراغ العراق من مكون مهم، وهي حالة مرفوضة وظاهرة سلبية وغير مقبولة".
واضاف يوخنا أن "منح تأشيرات من داخل العراق للعائلة بالكامل يعتبر تطهير عرقي بطريقة ناعمة وتحت ذريعة إنقاذ الأقليات من الإرهاب"، مشيرا الى أن "هذا يأتي لتغطية فشل سياساتهم في العراق وعدم تحملهم المسؤولية الأخلاقية لدعم استقرار العراق بعد احتلاله".
وطالب يوخنا المسيحيين في العراق بـ"البقاء في بلدهم وعدم الهجرة"، عادا أن "الهجرة انسحاب من الساحة وفقدان للهوية والمهاجرين يكونون في بلاد الهجرة لاجئين، بينما هنا لهم هوية ودور وتاريخ وأرض".
ودعا يوخنا السفارة الاميريكة وكافة السفارات إلى "الكف عن منح هذه التأشيرات" مطالبا الحكومة العراقية ومن خلال وزارة الخارجية بـ"التدخل ومفاتحة السفارات ومعالجة هذه الحالة بشكل نهائي ومراجعة أوضاع العوائل المسيحية".
واكد يوخنا أن "تحقيق ذلك سيعطي إشارات ايجابية للمسيحيين في عموم العراق بضمان حقوقهم دستوريا لتخفيف الضغوط النفسية التي يتعرضون لها في وطنهم".
وانخفضت أعداد المسيحيين في العراق بعد حرب العام 2003 بحسب إحصاءات غير رسمية، من 1.5 مليون إلى نصف المليون، بسبب هجرة عدد كبير منهم إلى خارج العراق وتعرض العديد إلى الهجمات في عموم مناطق العراق، خاصة في نينوى وبغداد وكركوك.
يذكر أن المسيحيين في العراق يتعرضون إلى أعمال عنف منذ عام 2003 في بغداد والموصل وكركوك والبصرة، من بينها حادثة خطف وقتل المطران الكلداني الكاثوليكي بولس فرج رحو في شهر آذار من العام 2008.
وكان المسيحيون يشكلون نسبة 3.1 بالمائة من السكان في العراق وفق إحصاء أجري عام 1947، وبلغ عددهم في الثمانينيات بين مليون ومليوني نسمة، وانخفضت هذه النسبة بسبب الهجرة خلال فترة التسعينيات وما أعقبها من حروب وأوضاع اقتصادية وسياسية متردية، كما هاجرت أعداد كبيرة منهم إلى الخارج بعد عام 2003.