الكلام الأول
افتتح بطريرك السريان الكاثوليك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان المجمع المقدس للطائفة في دير سيدة النجاة - دير الشرفة - حريصا، في حضور السفير البابوي في لبنان غابريللي كاتشا والمطران مارتيوفيلوس جورج صليبا ممثلا بطريرك السريان الارثوذكس مار اغناطيوس زكا الاول عيواص، يحوطهم اصحاب السيادة وابناء الكنيسة السريانية الكاثوليكية الانطاكية والرؤساء العامين والرئيسات العامات.
وأكد البطريرك يونان في كلمة له بعد صلاة الافتتاح "ان هذه المرحلة هي من أخطر المراحل التي عرفتها المسيحية في منطقتنا المشرقية، فبسبب الإضطرابات التي تعاني منها سوريا، كما بلاد الرافدين والنيل، أضحت ظاهرة الهجرة القسرية للمسيحيين واقعا فرض نفسه، لأن الصراعات الطائفية باسم الدين، تزداد متنقلة من بلد إلى آخر، ولأن الإرهاب الوحشي روع الآمنين في أراضي الآباء والأجداد". وقال: "من هنا نلاحظ خيبة المسيحيين كما سائر الأقليات في بلدان الشرق الأوسط، من النهج الذي اتخذه ويصر على اتخاذه المسؤولون السياسيون في العالم الغربي. فهم يغذون العنف بكل الوسائل، وذلك بالإسم المزيف للحرية والديمقراطية والتعددية، بينما يغمضون أعينهم على أنظمة لا تزال تجمع بين الدين والدولة وتحرم أقليات دينية من حقوقها الإنسانية الأساسية باسم دين الأغلبية. فالحلول المنشودة للأزمات الراهنة في الشرق الأوسط لن تتحقق بالتصاريح الرنانة والشعارات البراقة، بل بالعمل الجدي لفرض احترام شرعة حقوق الإنسان المدنية لجميع المواطنين دون تمييز. وعلى الدول المحبة للسلام والعدل أن تتنادى لتحقيق المبادئ التي عليها قامت الديمقراطيات الحديثة، ومن أجلها بذلت شعوبها التضحيات الجمة، فلا تتجاهل هذه المبادئ على مذبح المادة والابتزاز المالي". اضاف: "إن المسيحيين المشرقيين يشكلون مكونا عريقا وأمينا لقضايا شعوب بلادهم، ولهم الحق أن يشاركوا سائر المكونات في البلد الواحد، في المواطنة الحقة وغير المنقوصة. كان المسيحيون وما زالوا، يدافعون عن هويتهم الوطنية، ويفتخرون بمساهمتهم في نمو بلدهم، بالطريقة الحضارية التي دعتهم العناية الإلهية أن يشهدوا لها، بمحبة وبروح العيش الواحد، يتقاسمون مع سائر المواطنين حلو الحياة ومرها. كما حيا البطريرك يونان "لبنان، موئل الحضارات والحريات، وندعو لهذا البلد الغالي بالاستقرار والازدهار، وبتفعيل المحبة والألفة والتضامن بين مختلف مكوناته، ليبقى نبراسا حضاريا لبلدان الشرق. ولن نألو جهدا لنذكر المسؤولين فيه، بإنصافنا نحن السريان بما نستحقه من حقوق في مرافق الدولة ومؤسساتها".